شاهد جولة رئيس الاتحاد السعودي للفروسية في “تراث شقراء” بمعية المحافظ
قام رئيس الاتحاد السعودي للفروسية الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله آل سعود، بزيارة أشهر معالم البلدة التاريخية بمحافظة شقراء، واطلع على أهم معالم المنطقة الضاربة في التاريخ والتي أصبحت مَعلمًا سياحيًّا بارزًا، يشد الأنظار، ويستهوي الزوار.
وكان في استقبال رئيس الاتحاد السعودي للفروسية، محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، والدكتور عبداللطيف الحميد أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وبدأت جولة الأمير عبدالله بن فهد بالقرية التراثية في شقراء، إذ اطلع على أهم مرافقها من ممرات ومجالس تاريخية ومساجد وبيوت طينية، واستهل الزيارة بالمرور بقصر السبيعي التاريخي، والوقوف بفنائه الخارجي ( كونه يخضع لعملية الترميم) . واستمع الجميع إلى شرح مفصل عن القصر وتاريخه، إذ إن القصر بُني في عام 1327هـ، ويتكون من 32 غرفة، ويحتوي على مقتنيات تاريخية قديمة.
وكان القصر مقرًا لبيت المال في عهد الملك المؤسس، ومقرًا رسميًا في تلك الفترة التاريخية لاستقبال الملك عبد العزيز –رحمه الله– أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه للأماكن المقدسة لأداء مناسك الحج. وكان البيت موقعًا لتجهيز الجيوش التي تمر بشقراء أثناء مرحلة التوحيد، إضافة إلى استقبال الوفود الرسمية.
ثم زار الوفد الديرة القديمة بشقراء، وتجولوا في ممراتها، وأهم مرافقها، وشاهدوا أهم الآبار التي تغذي مساجد وبيوت القرية بالماء، وزاروا مسجد الحسيني الذي يتوسط القرية، ثم توجهوا لزيارة قصر الجميح التاريخي، واطلعوا على مرافق القصر.
بعد ذلك توجَّه الجميع لقصر العيسى التاريخي، وتجولوا في أركانه، واطلعوا على محتوياته، وأبدى الوفد إعجابه بالبيت، وخصوصًا مجلسه، وطريقة بنائه المختلفة عن النمط السائد؛ إذ استخدمت فيه العقود بدلاً من الأعمدة.
ويرجع تشييد قصر العيسى إلى عام ١٣٠٩هـ، وتم بناؤه على يد بنائين مهرة، لهم خبرة في هذا المجال، وذلك بإشراف من صاحب القصر أحد تجار وأعيان شقراء، الشيخ سعود بن محمد بن عيسى -رحمه الله-، الذي حرص على سعة مجلسه، وارتفاع سقفه، وإحكام بنائه.
كما تجول الضيوف في سوق المجباب التاريخي، مرورًا بسوق “المجلس” العريق الذي يضم عددًا من “الدكاكين”، وكان مقصدًا لتجار الجزيرة في حقبة مضت من تاريخ نجد.
وتجول الضيوف في سوق حليوة الذي بُني عام 1350هـ، تقريبًا، وهو سوق كبير وواسع زادت محاله على المائة محل لبيع القطع الأثرية والمزاد؛ بل إن الدولة العثمانية كانت تشتري خيولها أو جمالها منه.. وهذا مما يدلل على مكانة شقراء التجارية التي كانت تتمتع بها في الجزيرة عامة.
واستمرت الجولة لتشمل متحف شقراء، إذ اطلع الجميع على محتويات المتحف الذي أُسس عام 1438هـ، على مساحة 455م تقريبًا، يحتوي على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية النادرة، التي تحكي حقبة زمنية من دروع ومدافع وعملات، إضافة إلى مجلس للضيافة.
وفي ختام الزيارة، توجّه الوفد إلى شمال القرية التاريخية، حيث كانوا على موعد مع التاريخ العريق بين جنبات دار التراث التي أسسها وأشرف عليها استاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو لجنة التراث بشقراء ومدير تحرير مجلة الدرعية الأستاذ الدكتور عبداللطيف الحميد.
واستمع الوفد إلى شرح مفصل عن محتويات الدار من قِبل البروفيسور الحميد، إذ تضم الدار عددًا هائلاً من وثائق التاريخ عن المنطقة ، كما تحتوي على منشورات علمية مكتوبة ومصورة تحكي حقبة من التاريخ لتراث المنطقة وماضيها الأصيل.
من جانب آخر، رحب محافظ شقراء عادل بن عبد الله البواردي بزيارة الأمير عبدالله بن فهد، مثمنًا للأمير تلبية الدعوة وتشريفه المحافظة وتجوله في رحاب تاريخها العريق، مؤكدًا أن محافظة شقراء أصبحت في الآونة الأخيرة وجهة السياح بآثارها وتاريخها العريق، قائلاً: لا يكاد يمر أسبوع حتى نستقبل وفدًا من وفود السياح ومحبي الآثار والتاريخ.
ولفت “البواردي” إلى أن المحافظة ستعكف على الإعداد لتنفيذ عددٍ من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى جذب السياح، وتعزز صورة المحافظة بوصفها محافظة سياحية جاذبة، تمتلك عددًا كبيرًا من المقومات السياحية.
المصدر:sabq